«بين السهول الفسيحة وعلى أهداب الطبيعة تغفو بلدة "الشدادي"، تلك البلدة التي اتخذت من "الخابور" ساعداً متيناً لتتكئ عليه راسمة ببيوتها الطينية وبساتينها أجمل اللوحات الطبيعية».
كلمات للأستاذ "محمد صالح الخلف" رئيس بلدية "الشدادي" لموقع eSyria بتاريخ 11/9/2009 وأضاف أيضاً: «على بعد /60/ كم من جنوب مدينة "الحسكة" تقع ناحية "الشدادي"، وهي بلدة طاعنة بالقدم، كانت تسمى أيضاً باسم "سكير عباس" و"السكر" هو الحاجز الذي يصد ويحبس مياه "الخابور" المتدفقة، وقد ورد اسم بلدة "سكير عباس" في كتاب "معجم البلدان" للمؤرخ والرحالة العربي "ياقوت الحموي"، وكذلك الجغرافي العربي المعروف "ابن حوقل النصيبي" فقد رسم في مؤلفه "صورة الأرض" مجرى نهر "الخابور" ووضع عليه مدن "الخابور" من الشمال إلى الجنوب ومنها: "سكير عباس" وقال عنها: تقع على الضفة اليمنى للخابور اشتهرت بالزراعة والتجارة وكانت ملتقى للسفن التجارية.. أما تسميتها بالشدادي فيرجح البعض نسبتها إلى صحابي اسمه "شداد" عاش بالمنطقة ودفن في تلها».
وعن واقع البلدة تابع "الخلف" حديثه قائلاً: «يبلغ عدد سكان ناحية الشدادي أكثر من /62/ ألف نسمة، تشتهر بزراعة القمح والشعير والقطن، ولأراضيها السهلية ونهر الخابور الأثر البالغ بذلك لكونه الشريان الحيوي للمنطقة، كما أن لمديرية حقول الجبسة النفطية الدور
الأبرز في رسم ملامح مدينة عصرية تحاكي عجلة التطور والازدهار، حيث استقطب لهذا الغرض خبرات ويد عاملة خارجية استوطنت بالبلدة، كما هناك حرف صناعية محدودة. أستطيع أن أقول لك بأن الشدادي موطناً للذهب الأسود والأصفر والأبيض دون منازع».
العملية التربوية فيها سارية على قدم وساق حيث تضم الشدادي بين جنباتها اليوم /21/ مدرسة باختلاف مراحلها التدريسية، وهناك عدد كبير من أبنائها يحملون شهادات جامعية بمختلف التخصصات وقد تبوأ بعضهم مهام قيادية كأعضاء في مجلس الشعب وفرع الحزب بالحسكة.. كما أن الحركة الثقافية عامرة بها، وهناك أسماء عريضة لأبنائها تحلق في سماء عالم الأدب والثقافة مثل: الإعلامي والكاتب "خليل الصويلح" والباحث "ياسين الصويلح" والإعلامي "مضر الأسعد" والشاعر "فهد شلال الأسعد، خلف موان الجبارة"».
أما عن الجانب الخدمي والمشاريع المستقبلية للبلدة فقال "الخلف": «الشدادي منطقة نامية وحجم العمل بها كبير بدءاً من التوضعات السكانية القادمة من المحافظات الأخرى وصولا إلى استخدام شبكة الطرق بالآليات العديدة بشقيها الثقيلة والخفيفة حيث حمّلنا ذلك عبء خدمي كبير أمام اعتمادات البلدة
البسيطة.. هناك عدة مشاريع حيوية بعضها ينفذ والآخر قيد الدراسة منها: توسيع شبكة صرف صحي، مشفى قيد الإنشاء بسعة /66/ سريراً، تعبيد طرق، تمديد شبكة مياه حديثة بطول /50/ كم، إنشاء محطة معالجة صرف صحي كلفتها /100/ مليون ليرة سورية، إنشاء محطة معالجة النفايات الصلبة، إنشاء محطة لتصفية مياه الشرب.. وهنا لابد من الإشارة إلى المتابعة الميدانية والدعم الكبير الذي نتلقاه وتتلقاه البلدة من السيد اللواء "معذى نجيب سلوم" محافظ "الحسكة" ووقوفه على مشاكل أهل المنطقة وتذليلها وآخرها كان صرف مبلغ /100/ ألف ليرة سورية لأكثر من /60/ أسرة متضررة من الفيضانات ناهيك عن إشرافه الشخصي بتوزيع السلال الغذائية على القرى المنكوبة في جنوب "الحسكة"».
ثم ختم الأستاذ "محمد صالح الخلف" حديثه بالتطرق إلى الآثار السلبية التي خلفها جفاف نهر الخابور قائلاً: «لاشك أنه لرحيل الخابور عن أهله والذي ترافق بانحباس مطري، إفرازت اقتصادية ومعيشية حيث تراجع النشاط الزراعي والحيواني ما جعل الخط البياني لمعيشة الأهالي في انحدار مخيف حيث فقدت أغلب الأسر مورد رزقها
ما دعاها للهجرة الداخلية نحو المحافظات الكبرى بقصد طلب الرزق وما تبعه من زج لأطفالهم في أعمال لا تتناسب مع فئتهم العمرية ناهيك عن تركهم لمدارسهم، وإن سألتني عن الحل أو البديل من الخابور؟ فسأقول لك: إما أن يعيد الله لنا الخابور كما كان في سابق عهده كريماً معطاء أو أن يصلنا مشروع جر مياه دجلة».